الجمعة، 30 يناير 2009

ويزهو هيكل بازيليكا دل سانتو "أي القديس" في بادو بما يزيّنه من نقوش دوناتللو البارزة على البرونز التي جاءت على قدر كبير من البراعة والجمال والرقّة سواء في تمثيله لرموز أصحاب الأناجيل الأربعة أو للملائكة يعزفون على الآلات الموسيقية المختلفة

القديس يوحنا المعمدان 1438 لوحات خشبية ، الطول : 141 سم سانتا ماريا ، البندقية
رموز أصحاب الأناجيل الأربعة.









الملائكة يعزفون على الآلات الموسيقية المختلفة.
وثمة تمثال خشبي أنجزه دوناتللو عام 1454 لمريم المجدلية قد يبدو لنا بعيداً كل البعد عن مُثُل عصر النهضة حتى يخيل إلينا لأوّل وهلة أنه ردّة إلى تماثيل "التعبّد الفردي" القوطية على غرار تمثال العذراء الأسيانة ، ولكنّا ما نلبث أن نفطن إلى أن الملامح المطموسة لمريم المجدلية تعكس وجهة نظر دوناتللو الدينية التي نلحظها في أعماله المبكرة مثل تمثال "الأصلع" [زوكّوني] الذي أنجزه عام 1423 ومن ثمّ فهو ليس ردّة إلى القوطية السالفة، فإن أثر ذاتية الفنان في هذا النمط الذي ابتدعه بِأَخِرَةٍ يؤكّد ما شاع عن دوناتللو باعتباره رائد العبقريات الفذّة بين فناني عصر النهضة.



القديسة مريم المجدلية - تفصيل- من الخشب 1454. معمودية فلورنسا.

أما تمثال دوناتللو الشهير المعروف باسم الفارس جاتّاميلانا Gattamelata أحد قادة جمهورية البندقية فهو أوّل تمثال من البرونز بمثل هذه الضخامة منذ عصر الإمبراطورية الرومانية وينتصب بمدينة بادوا حيث عمل دوناتللو خلال عشرة أعوام بين 1443 و1453. وما من شك في أنه استوحى تصميم هذا التمثال من تمثال الإمبراطور ماركوس أوريليوس الذي شاهده دوناتللو ممتطياً صهوة جواده أثناء رحلته إلى روما. وأغلب الظن أن دوناتللو قد شكّل جواده (على غرار الجياد المنتصبة فوق مدخل كنيسة القديس مرقص بالبندقية القريبة من مدينة بادوا، والتي يرجّح أنها ترجع إلى عهد نيرون. وثمّة لمسات كلاسيكية أخرى نتبيّنها في الصدرية المدرعّة القصيرة على غرار الصدريات العسكرية الرومانية وكذا في التكوين الفنّي العام. وقد راعى الفنان الناحية التشريحية في جسد الجواد إلى حدّ كبير، فتناول المستويات المتفاوتة لإهاب الجواد وللسرج الجلدي والدرع المعدني بحذق وإتقان شديدين فبلغت جميعاً روعة الإتقان








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق